تحاليل و تقارير ساخنه

من هي حكومة الطغيان السرية العالمية (الحلقة الأولى)

العالم الجديد بكونه مزرعة لعائلة واحدة

سومر نديم حاتم

الرئيس الأمريكي جون كنيدي

(( سيداتي وسادتي .. كلمة سري للغاية بغيضة ..في مجتمع حر ومفتوح ..ونحن شعب بطبيعة تاريخنا ..نعارضالمجتمعات السرية ..والأنظمة السرية ..والإجراءات السرية ..نحن نتعرض حول العالم إلى مؤامرة محكمة وقاسية التي تعتمد بالدرجة الأولى على سبل سرية لتوسيع دائرة نفوذها ..بالتسلل بدلا من الغزو ..بالإدراج بدلا من الانتخابات ..على التخويف بدلا من الاختيار الحر .

إنه نظام قام بتجنيد موارد بشرية ومادية واسعة وذلك لبناء آلية محكمة الكفاءة تجمع بين عمليات عسكرية , دبلوماسية . استخباراتية ,اقتصادية , علمية وعمليات سياسية ..تتم تحضيراته بسرية ولا تنشر ..اخطاءه تدفن ولا تصرح ويتم اسكات الفارين منه عوضا عن مدحهم ..لا سؤال عن الانفاق ولا كشف الأسرار ..أنني اطلب مساعدتكم في المهمة الكبرى لإعلام وانذار الشعب الأمريكي ..بمساعدتكم نحن واثقين بأن الإنسان سيكون بما ولد ليكون له حرا مستقلا ))

بهذه الكلمات اعلن الرئيس الأمريكي جون كنيدي حربه على النظام السري الذي بات يحكم بلاده كما حكم أوروبا قبلها دون أن يدري أنه بهذا الخطاب كان قد وقع حكم اعدامه ،فقد تم اغتيال جون كنيدي بعد هذا الخطاب بأشهر قليلة في حادثة تم التعتيم على ملابساتها حتى اليوم

ترى ما هو هذا النظام السري الذي حذر كنيدي الأمريكيين منه قبل اغتياله ؟ من هم قادته وافراده ؟ ولماذا ناصبه كنيدي العداء ليدفع حياته ثمنا لذلك ؟

إلى أين وصل هذا النظام العالمي السري بمخططاته ليومنا هذا ؟ وما دوره بكل ما يجري في العالم وخاصة المنطقة العربية وبلداننا  ؟

كل هذه الاسئلة سيتم الكشف عنها عزيزي القارئ في هذه السلسلة التي تعد معلوماتها اسرارا تبذل المنظومة الإعلامية العالمية كل جهدها لمنع وصولها إليك

_ عائلتان تحكمان الغرب ..وتحيك شباكها حول الشرق

لإزالة الغموض عن هذا النظام السري الذي يحكم العالم الغربي علينا أن نتعرف على العائلتين اللتين شكلتا أساس هذا النظام واللتان اغتصبتا ثروات أوروبا ومن ثم الولايات المتحدة الأمريكية ..ليحكما قبضتهما على أول شروط السيطرة ألا وهو رأس المال ،وبواسطته يتم الاحكام على السلطة وشراء رجالاتها مهما كانت الاثمان ، وبهما يدار العالم على اهوائهما بمساعدة عامل السيطرة الثالث ألا وهو الإعلام المضلل الذي يوجه الرأي العام ويتحكم به بما يتناسب ومصالح نظام الطغيان السري العالمي

1-   آل روتشيلد ..عائلة بميزانية دول

((المال هو إله عصرنا , وعائلة روتشيلد رسوله ))  
                                                             هاينرش هاينه

يذكر الكثير من ادباء وكتاب ومؤرخي أوروبا الذين عاصروا بداية استخدام آل روتشيلد لثروتهم في التقرب من اصحاب القرار في هذه القارة ومصاهرتهم ومن ثم التحكم بهم من خلال تقديم القروض السخية لتمويل الحروب الدائرة فيما بين دولها ومن ثم تقييدهم بالفوائد الضخمة بغض النظر عمن يكسب هذه الحروب أو يخسرها.

والبداية كانت مع “الاخطبوط الوصولي” عندما قرر ( المرابي المخضرم ) رب هذه الأسرة اليهودية _ ماير امشيل روتشيلد _ أن يرسل ابناءه المتمرسين في مجال الصيرفة وتقديم القروض الربوية من مسقط رأسهم في ألمانيا إلى باقي دول أوروبا الرئيسة في بداية القرن الثامن عشر , ليستقر الأكبر وهو ناثان في لندن ويتزوج من ابنة زعيم اليهود فيها فيما بعد

وليحل الابن الثاني البارون جيمس دي روتشيلد في فرنسا لينشئ الفرع الفرنسي للعائلة المصرفية فيها , ويتوزع بقية الابناء على كل من ايطاليا والنمسا لينخرط الجميع في مجال تقديم القروض والحصول على الفوائد  وشراء السندات الحكومية والصكوك المالية ضمن اسواق الصكوك المالية ( البورصة ) لكل من تلك الدول

إلا أن المنعطف التاريخي الذي كانت هذه العائلة تنتظره وتخطط له هو يوم 18 يونيو من عام 1815 تاريخ معركة واترلو الشهيرة ،ففي الوقت الذي  كانت كل من بريطانيا وفرنسا تنتظران الأخبار عن نتائج هذه المعركة التي مول آل روتشيلد اطراف النزاع فيها بتقديم القروض للطرفين , استطاع ناثان روتشيلد زعيم الفرع البريطاني للعائلة أن يحصل على نتائج المعركة من اخيه روتشيلد الفرع الفرنسي قبل يوم من انكشاف النتائج التي خسرت فيها فرنسا بقيادة نابليون الحرب وانتصرت فيها بريطانيا

في تلك الاثناء أي اليوم الذي سبق انكشاف الأخبار للعامة قام ناثان بالنزول إلى سوق السندات البريطاني مصطحبا اعوانه وموظفيه المتخفيين وبدأ ببيع سندات الخزينة والصكوك المالية الخاصة به بأبخس الأثمان ليشتريها موظفيه السريين ضمن عملية تمثيلية اثارت الهلع لدى كل التجار البريطانيين والمتداولين الذي وصل لهم سلوك ناثان على أنه دليل امتلاكه لمعلومات عن خسارة بريطانيا للحرب وفقدان هذه السندات لقيمتها , مما ادى الى قيام عملية بيع جماعية من قبل كل التجار والمتداولين لصكوكهم المالية وسنداتهم بابخس الاثمان أيضا وطبعا كان المشتري أيضا هم موظفو وعملاء ناثان روتشيلد المتخفيين وبذلك تمت أكبر عملية خداع واحتيال ذات نتائج كارثية على مر التاريخ.

كيف لا وقد استفاقت بريطانيا في اليوم التالي على اخبار انتصارها بالحرب , ليترافق هذا الخبر مع سيطرة عائلة روتشيلد الفرع البريطاني على سوق السندات البريطاني ،والبنك المركزي لانجلترا وهو البنك المركزي الخاص الأول والأغنى في الأمة الأوروبية , وبذلك اصبحت عائلة روتشيلد عند منتصف القرن الثامن عشر هي الأغنى في العالم بدون منازع ،وهذا ما دفع البعض لتناول هذه العائلة بكتاباتهم , فعلى سبيل المثال وفي مقطع غير منشور من كتابه ( قاعدة لوكا ) عام 1830 أشار هاينرش هاينه إلى طبيعة قوة روتشيلد على وجه التحديد فيقول :

(( تندلع بعض الثورات عموما بسبب نقص المال , عن طريق منع مثل هذه النواقص ،قد يساعد نظام روتشيلد في الحفاظ على  السلام في أوروبا , هذا النظام أو بالأحرى _ناثان روتشيلد _ مخترعه , لا يزال يوفر أسس راسخة لهذا السلام , لا يمنع دولة واحدة من صنع الحرب على أخرى تماما كما كان من قبل ولكنه يجعل من الصعب على الناس اسقاط السلطة القائمة
الدين ( الديانة ) لم يعد قادرا على أن يضمن للحكومات بأن الناس سيكونوا سلميين
نظام روتشيلد للقروض يمكنه أن يؤدي تلك المهمة بشكل أفضل بكثير
إنها تمتلك تلك القوة الاخلاقية أو القوة التي فقدها الدين ويمكنها أن تكون بمثابة بديل للدين , بالفعل هو دين جديد , وعندما يذهب الدين القديم ويختفي في النهاية سيتم توفير بدائل للسلم الواقعي , الغريب هو أنه لمرة اخرى اليهود هم من اخترعوا هذا الدين الجديد ))

أما الكاتب الالماني لودفيج بورني يقول :

الكاتب الالماني لودفيج بورني (( الممولون هم أسوا اعداء الأمة , لقد قاموا بالكثير لتقويض أسس الحرية , ومما لاشك فيه أن معظم الشعوب في أوروبا بحلول هذا الوقت سيحصلون على حريتهم الكاملة اذا لم يقم رجال مثل آل روتشيلد باقراض المستبدين برؤوس الاموال ))

أما صحيفة النايل الأسبوعية فقد خصصت صفحة من صفحاتها في العام 1935  لتذكر فيها ما يلي :
((عائلة روتشيلد هي احد عجائب المصرفية الحديثة , نحن نراهم احفاد يهوذا , مكانتهم أعلى من الملوك , قيمتهم أعلى من الاباطرة , وقارة باكملها في راحة يدهم

عائلة روتشيلد تحكم العالم المسيحي , لا يتحرك مجلس الوزراء دون مشورتهم ..تمتد ايديهم بكل سهولة من بطرسبرج إلى فيينا ومن فيينا إلى باريس ومن باريس إلى لندن ومن لندن إلى واشنطن

البارون روتشيلد هو رئيس العائلة وهو الملك الحقيقي يهوذا , أمير سر المسيح المنتظر منذ وقت طويل لهذا الشعب غير العادي , فهو يحمل مفاتيح السلم أو الحرب , النعمة أو النقمة , هم سماسرة ومستشارون , ملوك أوروبا ورؤساء الجمهورية الأمريكية , ماذا يمكنهم أن يرغبوا أكثر من ذلك ؟ ))

كما لم تبالغ جريدة التايمز عندما وصفت ناثان بأنه أول مقرض للقروض الخارجية في بريطانيا , والقروض لم تقدم إلى لندن فحسب ولكن أيضا إلى فرانكفورت وبرلين وهامبورج وامستردام وفيينا

ولعل اشهرها هو قرض “دولة روسيا” نهاية الفترة النابليونية التي وصل عبء ديونها الى 188 مليون تالر
كل هذا ما هو إلا غيض من فيض مما تم تناوله في الدول الأوروبية ومن أهم الكتاب والمؤرخين ولو بشكل سري أو تم التعتيم عليه فيما بعد عن ممارسات هذه العائلة الشيطانية للوصول إلى احتكار السلطة ورأس المال بأبشع الاساليب واكثرها دناءة متجاهلين أنهار الدماء التي خسرتها الشعوب في ذلك الوقت

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بحق , لم كل ذلك ؟ لم بذلت هذه العائلة كل ما بذلته لتصل إلى ما وصلت إليه ؟ هل هي الغريزة البشرية الطبيعية المعروفة لدى البشر والتي تدعى بالجشع ؟ أم هو شئ أكبر من ذلك بكثير ؟

الجواب هو حتما شئ أكبر بكثير من أي غريزة بشرية

•    روتشيلد والعقيدة الصهيونية , خطوات بناء اسرائيل  

إن من يتابع سلوك السياسات التي تبنتها عائلة روتشيلد والتي فرضتها على قيادات العالم الغربي الذي باتت تسيطر عليه ابتداءاً من بدايات القرن الثامن عشر يكتشف أن المحرك الحقيقي والدافع الأساسي الذي وجه آل روتشايلد هو اعتناقهم للعقيدة الأسوأ والأكثر دناءة ودموية في تاريخ الشعوب اأا وهي العقيدة الصهيونية , التي تسللت إلى الدين اليهودي وغيرت في تعاليمه واتخذته ذريعة لتحقيق مطامع وأهواء معتنقيها

وقد تجلى ذلك واضحا فيما بعد بالمجهود الخارق الذي قدمته هذه العائلة لدعم إقامة الكيان الصهيوني أو ما يعرف بعقيدتهم بدولة إسرائيل , وهو ما سنسلط الضوء عليه في النقاط التالية

_ إن التحرك الرسمي الأهم الذي رعته عائلة روتشلد وكان البداية التأسيسية لقيام الكيان الصهيوني من خلال الوعد الأشهر الذي قدمه وزير الخارجية البريطانية بلفور في العام 1917  والذي عرف باسمه فيما بعد , حيث ذكرت كتب تاريخنا بان بلفور قدم وعد زعيم الاقلية اليهودية في بريطانيا اللورد ( روتشيلد ) بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين العربية , وقد عللت كتب التاريخ ذلك على ما أذكر بأن الاقلية اليهودية استطاعت اقناع حكومة بريطانيا بضرورة القيام بذلك لحل مشكلة هذه الاقلية ( المسكينة ) , وبعد كل ما توصلنا إليه من معلومات عن هذا الروثتشيلد (اللورد ليونيل وولت ردي روتشيلد ) نجد أن كلمة ( اقناع _ اقلية مسكينة ) غير مقنعة , بل أن الصورة الحقيقية هي أن بلفور وحكومته وحتى الأسرة المالكة لم تكن تستطيع رفض طلب وريث عائلة روتشيلد , ومن يجروء على ذلك ؟ واللورد روتشيلد هو المالك الحقيقي لثروات قارة باكملها والممول لدولها والمقرض لملوكها والراسم لسياساتها

_ دعمت عائلة روتشيلد ومولت تكاليف الهجرة اليهودية بالكامل للمهاجرين اليهود من أوروبا إلى فلسطين المحتلة عدا عنتمويلها لاقامة المستوطنات فيما بعد حيث يعد اللورد ليونيل روتشيلد الأب الروحي لهذه الهجرة

_ دعم اقامة المدارس والجامعات الصهيونية على أرض فلسطين المحتلة ( دعم معهد تل ابيب للعلوم بمليون دولار )

_ تقديم 3 مليون دولار لبناء الكنيست الإسرائيلي

_ انشاء شركة بيونسير بادارة ادموند روتشيلد لبناء الفنادق والمنتجعات السياحية وانابيب النفط على كامل الاراضي المحتلة

وهذا ما اعطى عائلة روتشيلد مكانة مقدسة من قبل الإسرائيليين واعتبارهم رموزا قومية حيث يتجلى ذلك واضحا من خلال تسمية الشوارع والجادات الرئيسية بأسماءهم في تل ابيب ووضع صورهم على عملات الشيكل الورقية المتداولة في الكيان الصهيوني ( صورة ادموند روتشيلد على ورقة ال 500شيكل )

في الحلقة القادمة

..روتشيلد وروكفلر ..السيطرة على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

 

“الجمل”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *