أقلام الوطنحين ينطق القلم

لا غموض يجلي لنا نفسه .. نحن علينا أن نجلّيه

بشير شريف البرغوثي

سنوات طويلة و أنا أتعجب من مواقف بعض الإخوة من أعضاء أو مؤيدي حزب البعث العراقي ..
أقول إخوة لأنني لم أكن ” رفيقا ” يوما لكن لي ما أفخر به .. و هو أنني كنت العربي الوحيد من غير المحامين الذي استطاع أن يدخل المحكمة الجنائية العليا في بغداد التي كانت تحاكم الرئيس صدام حسين و معاونيه
كان دخول تلك القاعة أشبه بمهمة مستحيلة.. لم يتفهم القضاة طبيعة عملي كمترجم لأحد محامي الرئيس و طبعا لم يتفهم ذلك أعضاء منظمة بدر و لا حتى حرس البوابة .. لم استرح لأحد و لا أحد استراح لي ..
باختصار رفض الرئيس صدام اي تدخل دولي في المحاكمة و لو بتعيين قاض اجنبي يعارض حكم الإعدام مفضلا أن تحاكمه اي محكمة عراقية و تحكم عليه بالإعدام أو أن يعدمه اي ضابط عراقي على أن ينقذ حياته بتدخل أجنبي مهما كان و ختمها : لم اتدخل في عمل المحامين و لكن الامر الآن يتعلق بحياتي و لن أشتريها من اجنبي . و كان علي طبعا ان اترجم ذلك .. اي انني سمعته مباشرة دون وسيط
و ربما يذكر الجميع ان كثيرا من اعضاء القيادة العراقية لم يكونوا مرتاحين لموقف سوريا و بخاصة بعد قصة أسر سبعاوي و تسليمه الى المحكمة ..
و كان الجميع يرى المنتجات السورية بين ايدي الأمريكيين من مواد تنظيف و اغذية و الى غير ذلك من مواد
لكن الرئيس صدام و هو الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي ( العراقي ) كان يدرك منذ سنة 2005 أن سوريا هي الدولة المستهدفة التالية و ليس إيران مثلا .. و أن لبنان هي خاصرة سوريا النازفة .. و لا يمكن لأي شخص أن يقنعني أن صدام حسين بشخصه و عنوانه و ووظيفته يمكن أن يكون مع تدمير سوريا او تغيير نظامها بالقوة ..
بل إنه رفض رفضا حازما ان يسيء سبعاوي الى اي شخصية سورية ناهيك عن سوريا البلد حين أراد سبعاوي ان ” يفش ” خلقه امام المحكمة احتجاجا على”تسليمه “..
هل يستطيع احد ان يفتح عينه في عيني مدعيا بغير ذلك ؟ حتى لو كان نائب الامين العام .. هذا تحدٍ امام الله و التاريخ و الناس
إذن من أين جاء استمرار الهجوم على سوريا من بعض الأطراف التي تدعي القومية او البعثية ؟
لا أدري .. لكن الموقف ” الصدامي ” كان واضحا :” مع سوريا و حياها الله أرضا و سماء و ترابا و ماء و حكومة و شعبا و أبا و ابنا ”
أتمنى ان لا يماريني احد فيما رأيت و سمعت .. كي لا أضطر الى ما لا احب من نبش الحكايات كلها .. لأنه ليس وقتها فقط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *